
ماذا أفعل ؟
وهذه المشكلة تتفاقم كل يوم فمنذ سنوات وهي تزحف ببطء وهدوء شديد حتى أنها أصبحت جزءا مزعجا من حياتنا ..الآن وبعد هذه السنوات الطويلة التي تكاسل أبي فيها يجد نفسه محاصرا من كل الجهات .. لم يستطع رغم سنوات عمره الستين أن يجد حلا لها .. قبل سنوات كانت أمي تشتكي كل ليله لأبي وهو عائد من نادي العمال سكرانا كعادته من أن الأرضة قد إنتشرت بشكل كبير .. ويعدها أبي بأنه سيتصرف في الصباح . ويأتي الصباح .. ولا يفعل أبي شيئا سوى إرتداء ملابسه والذهاب إلى المعمل وهكذا يعود مساءا سكرانا . لقد كنا صغارا نعول على آبائنا كثيرا ولكن دون جدوى والآن بعد أن تقاعد أبي وبلغ من السن عتيا وبعد أن إنتشرت الأرضة في كل أرجاء البيت وبعد أن نخرته طوال أكثر من ثلاثين عاما .. لم يجد أبي غير الحزن والحديث عن الماضي وعن الاشتراكية والعمال .. ونضالهم .. بينما لا زالت الأرضة تتكاثر وتنتشر بشكل مخيف لتأكل بشراهة كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق