
وأخيرا إعترفت لي بحبها بعد ثلاث سنوات ملئت فيها مئات الصفحات قلت فيها كل كلمات الحب .. تلوعت وإحترقت عند شباكها ملايين المرات . وأخيرا .. وكتبت لي بعد صمت مطبق تصورت أنه أزلي .. ماذا تريد مني ؟ حياتي قبلك كانت هادئة لم تذق طعم العواصف فجاء أنت هو بكل عواصف قلقك وضياعك عاصفا بكل هدوئها .. لطالما تجاهلتك .. لطالما تصنعت اللامبالاة .. لطالما قلت مع نفسي كذبا كل كلماتك ، لكنك زرعت في أرضي القاحلة بذرة صغيرة نمت دون أراده مني وأزهرت حبا وخوفا . كم يرعبني تناقضه الغريب ، هو متناقض ، لا يستقر على حال .. تارة يقول لي إنه يحبني حد الهيام وتارة أخرى يقول لي بأنه يكرهني حد المقت لكنه يخفي خلف هذا التناقض والقلق قصه لم يخبرني إياها .. هل تراه مجنونا .. كم أكره رسائله رغم أن فيها الحقيقة . أحيانا أشعر بأنه رجل جبان يختفي خلف قلمه وأوراقه لا يملك القوة والإرادة لاقتحام عالمي ويرتضي الوقوف عند سور قلعتي .. وقبل أن يحاول التغلب على هذا السور يعلن هزيمته وعدم قدرته لينسحب مهزوما يندب حظه العاثر .. أكره فيك ضعفك .. أكره فيك ترددك .. ماذا تنتظر ؟ هل تتصور أنني في يوم ما أقتحم عزلتك وأعترف لك كذليلة بحبي .. كلا لن أفعلها .. لأن من المفروض أن يقدم هو على هذة الخطوة .. مللت إنتظارك .. أغلقت بابي وقلت لن يأتي ، قلت بأنك ستبقى ترمي أوراقك من تحت بابي وتهرب كالمذعور .. ليتك تدرك بأني قد قرأت بما فيه الكفاية ولن أحتمل أي ورقة جديدة تتباكى فيها وتندب حظك العاثر .. كف عن غرورك .. كف عن غبائك المصطنع وأدرك حقيقة مشاعري وأخطي نحوي خطوة واثقة . ولكن لماذا أشغل نفسي بك لهذة الدرجة ، لماذا أفكر بك وأفرح عندما أراك .. لماذا أقرأ أوراقك بشوق هام . هل أنا أحـ ...
دفنت رأسي بالوسادة وشعرت برغبة عارمه بالبكاء .. وإستسلمت لها أخيرا ..
وكانت بالقرب مني بقايا سيجارة منطفئة وورقة تعثرت الكلمات في نهايتها .. وقلم نفذ الحبر فيه .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق