الخميس، 17 يوليو 2008

من اعترافات رجل على حافة الحب


((أنا منفيا داخل نفسي وخارجها.. ميت حي .. مبصر اعمى .. في حوار ابديا اخرس مع موتي في رحلة الليل والنهار)) عبد الوهاب البياتي


بعد ان قرأت اعترافي ... ماذا قلت عني ؟؟؟؟
صحيح ان حزنا اصابني مصحوبا بندم شديد ... يا الهي ماذا فعلت؟؟؟؟
ماذا ستقول عني ... مجنون ... ام احمق...
ففي وطنا يباح فيه كل شيء... القتل والدمار ..التهجير والتعذيب والخطف ... الا الحب فهو محرم ...
فلحاهم القذرة وعمائمهم التي تخفي تحتها غباء وجهل وحقدا وكراهية ..تبيح لقاتليهم كل شيء ... دمنا ولحمنا .. جلودنا .. وخبز وسنابلنا .. لكنها تحرم الحب ... لانه يسمو فوق الاشياء .. ولا تحده الاماكن .. ولا يعرف المذهبية او الطائفية .. ولا تحده فدراليات الظلام ....

فهل يوجد حب في وطن مصادر ... محتل ... مباح ... يبيعه المعممين والمحجبين والملتحين ....
هل يوجد حب سيدتي في وطن يفطر على الدم ..وينام على الدم .. ويشرب الدمع والدم .. ويتنفس الدخان ...وطنا من شماله لجنوبه جرحا ينزف ...
ثم هل هذا زمن الحب والاميرات والشعراء الحالمين ... ام انه زمن القتل والارهاب ..والسراق والسياسيين السفلة ورجال الدين المدمنين على الدم ..
وهل هذا عراق الورد والعصافير .. ام هو عراق المفخخات ودوي القنابل والموت المجاني ...
ربما اكون مجنونا لانني احمل وردة في زمن القتل ...فانا اقف وسط جموعا من الحمقى والمجرمين الذين يحملون خناجر تقطر دما .. وانا الوحيد الذي يحمل زهرة بيضاء وقلبا ينبض حبا وحنين .. لاقدمه لك ......
فمن هو المجنون .. انا ام هولاء .. ام انت ..لانك ان قبلتي هذه الوردة وهذا القلب مني فهو الجنون بعينه ..
سيدتي
وحدي انا ارسم عراقً اتقاسمه مع كل الفقراء ..عراق ينبض حبا مثل قلبي .. عراق يلف ذراعيه حول كل هولاء الخائفين .. الباحثين عن وطناً بين هذه الانقاض ..
وحدي انا ... كل مساء ..اطرق ابوابهم تاركاً عندها ارغفة روحي وقلبي عسى ان تشبع جوعهم.. ولكني في الصباح اجدها في مزابلهم دون ان تاكل منها احد ... لان لا مكان للحب في وطنا يقتل فيه الحب كل لحظة ..لا مكان للحلم في وطنا يغتال فيه الحلم كل مساء ..
اميرتي
ربما تسألت مع نفسك اكثر من مرة ..
ما يردمني رجل يطل بكلماته من خلال شاشة باردة ..يزرع ازهاره في ارض لم تذق غير طعم الجثث .. ولكن حتى انا لا ملك أي اجابة لتساؤلاتك هذه ..
لانني وجدت نفسي مصلوبا على صليب كراهيتهم معي وطني وشعب يحلم بالخلاص بعد ان دقوا مسامير الخيبة في جسدي ..
ولكني رايت وانا انزف عمري ووجودي من فوق الصليب وجه "مريم " يمسح بنظراته كل جراحي .. فتطيب .. ويزل عني كل الالم ...
وعندما انزلوني من الصليب .. رموني خلف اسلاك كراهيتهم الشائكة ..اسوار عالية وساحة مربعة تخافها الشمس .. اذكر انني فاوضتهم طويلا على قصاصة جريدة زينتها صورتك.. وجه يختزل فيه كل احزان العراق وغربة اهله وحنينهم لوطن معافى .. وبعد الحاح مني قبلوا ان يمنحوني تلك القصاصة التي كانت هي كوتي الى عالم الحرية ...
كنت اتامل كل مساء ذلك الوجه الذي رسمه الله بدمعه ..لانني عشقت من خلاله كل العراق واحزانه ..ودجلته وفراته ..لانني عشقت من خلالك كل نخيله الباسقات ..
كنت ارى في عينيك "وطنا الدمع " غدا ياتي يغرد فيه طائر الحرية .. ليحملني خلف هذه الاسوار العالية .. لعلي التقي بك .. رغم انك تسكنين ثنايا روحي
وبعد كل هذا هل تراك لا زلتي تتساءلين من

ليست هناك تعليقات: