الأربعاء، 16 يوليو 2008

حلم


ماذا علي ان اكتب وسط ضجيج ما حولي من حديث لا ينقطع لزميلاتي .. وأفكاري التي هربت من مخيلتي ، لكن سؤال مدرسة اللغة العربية في مادة الإنشاء أعادت لي جزء من حلم ربما تقادم وتراكم عليه غبار السنين .. ماذا تتمنين ان تصبحي ؟؟ ... اذكر أنني منذ ان كنت صغيرة وسط بيتنا الصغير الذي كنت ابحث فيه عن خلوة مع نفسي دون جدوى لم يكن عندي مكان اهرب أليه سوى "برج الطيور" المزدحم بطيور أخي الكبير .. كنت ادخل في وسطه أتحدث مع الحمام أحاول عقد صفقة مع إحداهن علها تهبني جناحيها لأحلق عاليا و تكون قمم الأشجار العالية مسكنا لي .. لكنني فشلت في إقناع ايا منها .. كنت أتساءل مع نفسي كثيرا ما تفعل هذه الطيور التي بإمكانها التحليق عاليا في هذا المكان الصغير ..كم هي حمقاء حقا !!
لا زلت اذكر أنني لأكثر من مرة تركت باب البرج مفتوحا لأترك المجال لها لتهرب من سجنها هذا .. وتحلق بعيدا دون عودة .. مع أنني كنت أدرك كم ستكون العواقب وخيمة وأنني لن أنجو بفعلتي هذه من أخي الكبير وحتى من تعنيف والدتي لي التي كانت تحاول منعي دائما من الاقتراب من برج الطيور ولا زلت اذكر تعنيفها لي .." لا تدخلي البرج لان أخيك لن يرضيه ان تكوني في هذا المكان .."
لكنني كنت أتسأل مع نفسي دائما ماذا يدور في خلد هذه الطيور الصغير ولماذا تختار العيش خلف القضبان تاركة هذه السماء الزرقاء الجميلة والبساتين المورقة ما لذي يدفعها لاختيار مكان صغير مزدحم أبوابه مغلقة دائما كهذا في حين بإمكانها العيش في احسن منه .. بإمكانها التحليق عاليا دون عودة لسجنها
لطالما تمنيت ان أكون حمامة محلقة لا يحدها مكان صغير مزدحم مثل بيتنا .. لكنني أجد في داخلي تناقض غريب فأنا اعشق بيتنا هذا رغم صغره .. اعشق وجه أمي وأحاديث أبى وحضوره الجميل حتى تشاؤم أخي الكبير الذي تعود ان يلعن حظه العاثر دائما ً .. كان هناك شعورين يتصارعان في داخلي الانتماء لهذا المكان حيث أعيش والرغبة في التحليق عاليا .
كنت خائفة من كتابة كل هذه الأفكار ربما سأكون مدعاة لسخرية زميلاتي .. ماذا سأكتب .. أنني أتمنى ان أكون حمامة .. لن يكفن عن التعليق بسخرية على حلمي هذا ..
لكنني تذكر أمنية صغيرة تختلف عن ما يتمنى بعمري فكل من كانت تسأل عن أمنيتها تقول أتمنى ان اصبح طبيبة أو مهندسة .. أما أنا كنت ولا أزال اكره رؤية الدم بل أصاب بالإغماء بمجرد ان أرى قطرة منه .. كنت أتمنى ان أكون مختلفة ، ربما أتمنى ان أكون كاتبة أو صحفية لأكتب عن الحمام وعن أحلام الأخرين وعن كل شيء جميل .. كنت مستغرقة بالكتابة وسط ذهول زميلاتي وأسئلتهن التي لا تنقطع عن ما اكتب .. كنت اكتب عن حلمي بأن أكون طائر محلق في فضاء اللامحدود .
انه فضاء الكلمات .. كان حلمي ان أكون صحفية مشهورة

ليست هناك تعليقات: