
هل تتخيلين سيدتي رجلا يحبك يطرب لسماع صوتك يذوب بملامح وجهك الحزن مثل وجه العذراء يحمل حبا لا يعترف بالمكان ولا حواجز التفتيش ولا المدن المحاصرة بالخوف والموت ولا المدن التي تستجدي البقاء ولا الصراعات السياسية او المذهبية لان حبه لك هو البقاء هل تتخيلين سيدتي رجلا يعتاش على التفكير بك .. يتساءل مع نفسه ما هذا الشي الذي احتله بلا سابق انذار .. بعد ان اسقط كل دفاعاته ..ما هذا الشي الذي لون حياته رغم قتامة المشهد .. رغم الموت واشلاء الجثث والاحلام ها تتخيلين يا سيدتي رجلا يعيش بين احتلالين يقاوم الاول حتى ولو بصمته ويستسلم للثاني لانه يعمر خرائب روحه ..ولانه يزرع الامل في طريقه في غده .. فكل احتلال يا سيدتي بغيض الا احتلالك له فهو اجمل احتلال...هل تتخيلين يا اميرة رجلا صادروا وطنه منذ ازمنة بعيدة وعاش باحتا عن هذا الوطن المزروع في داخله لوعة وغربة .. عرفته كل ارصفة الضياع ..وكل طوابير الحالمين بالهجرة الى الاوطان التي لا تخافها العصافير..وبعد ثلاث عقود لم يجد وطنه ولكنه وجدك فاصبحت الوطن له الوطن والانتماء هل تتخيلين سيدتي رجلا خسر كل معاركه .. فقد ارضه ..وطنه..عمره..احلامه ولم يبقى له غير عيناك "وطنا للدمع " يحلم به لكنه لا يملك اوراقا تثبت هويته .. تثبت ما يحمل لك من حب غير قلبا يخفق من بين الركام هل تتخيلين سيدتي رجلا تقيئاته مدن الغبار والجوع .. وبصقته ارصفة مدن العهر والبغاء وتزوجت يداه القيود فانجبت عجزا وحرمان ...رجلا بحث في سجنه عن كوة لكي يرى وجهك والقمر ..حمل صورتك كاي منشور سي اخفاها بين طيات وسادته التي اتعبها راسه المحمل بالهموم ... بحث عن وطنه فلم يجد غير الوهم .. فخاف ان يبحث عنك لانك بعيدة مثل القمر ..وقريبة مثل الدم في الشريان هل تتخيلين سيدتي رجلا محاصر فيه كل شيء .. لا يحمل ورقة عبور للضفة الاخرى .. لا يملك مكانا غير الحلم ليلتقي بك لان ما بينك وبينه عراقا ينزف ... و عراقا يبكي ... و عراقا يحتضر لان ما بينه وبينك .. كلابا جائعة ..و موتا ..و جنود

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق