الاثنين، 21 يوليو 2008

الجدار





صغار كنا ..
نلعب بالقرب من حائط
شاهق الارتفاع ..
قاماتنا الصغيرة ...
تحرمنا من معرفة ما خلفه
ومخيلتنا .. المملوؤة بالحيرة
تتوقع اشياء كثيره
قصرا وحدائق
ونساء واطفال
او اسلحة وجبهات قتال
ويبقى السؤال ..
ما خلف الحائط ؟؟
وهو منذ زمن واقف صامت ..
مثل رجل عجوز ..
فقد شبابه والذاكرة ،
عالمه الغامض ..
يثير في عقولنا
الاسئلة ..
قال محمد :
خلفه جنود تموت ..
وساحات قتال ..
لكن علي قال :
خلفه سجن كبير
يبتلع عشرات الرجال ..
لكنني كنت اتصور
ان خلفه وطن جميل ..
وحدائق واطفال ..
لاتعرف ما الحرب ،
وبعد سنين ..
وفي يوم عاصف
سقط ذلك الواقف
لم نجد خلفه ..
الا سجن مهجور ،
ونوافذ محطمه ..
وعبق الموت والذكريات
تملأ المكان ..
وبقايا كلمات وقصائد ..
خطت على الحيطان ،
لا زالت اصواتنا .. وحيرتنا
الى الان ،
عن ذلك الحائط الشاهق الارتفاع ..
وعن الغموض
الذي يحيط بذلك المكان ..
عن كل شيء جميل ضاع ..
عن احلامنا ..
عن وطننا الذي اختفى خلف
هذا الشاهق الارتفاع ..

************

عندما تغادرين ..
سأكتب وصيتي
على هذا الجدران ..
ميت بعدك ..
في داخلي الانسان ..

*************

ارقبه ...
قادم من بعيد ،
مغمض العينين ..
لا يفرق بين احد ..
في احيائنا التي تنفست الموت ..
صباحا ومساء ..
وهم بعد حين ..
سيرحلون ..
ليسألوا الله ....
ماذا فعلنا لتقتلنا كلابك ..

**************
وجهي تغسله ..
دموع العابرين ،
نحو وهم جديد
يدعى وطن ...

*************

ما عدت استطيع ان ارسم
على وجهك ابتسامه ..
اصابعي مقطعة ..

**************

سأعبر بلا انتهاء ..
نحوكم ،
هذا المساء ..
كالدم المراق ،
حاملا معي ..
جراحي ..
اوراقي ،
وبقايا اشعاري ...
سأوزع عليكم
قصائدي ..
وبقايا حنيني ...
واحكي لكم ..
قصص واساطير
عن وهما يدعى الوطن ..
فإنتظروني ..

**************

صغار كنا ،
لا نرسم في كراريسنا ..
سوى الاسلحة ..
وساحات المعارك
والجنود ،
لم يعلمونا ان نرسم
اشجارا ،
او حدائق وردود ..
سرقوا طفولتنا منا ،
سرقوا الوطن ما ..
وعندما كبرنا
لم نجد شيئا ..
يستحق البقاء..

هناك تعليقان (2):

نوفل يقول...

قصيدة حزينة رائعة ....
لا بُد لللحزن أن ينجلي و لا بُد لقيد بغداد أن ينكسر ....
تحياتي ....

منى جعبوب يقول...

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر...