الأربعاء، 16 يوليو 2008

بقايا ......


في محطة ما وقفت بعد رحلة طويلة، جسد متعب ووجه وثياب مغبرة.. كنت اشعر برغبة شديدة للنوم فأنا لم انم منذ يوم أو يومين أو ربما سنة.. استلقيت الحافلة الى حيث العودة .. إلى تلك الأرض التي غبت عنها طويلا..جلست على احد المقاعد، أغمضت عيني للحظات.. شعرت بحركة ما بقربي ..فتحت عيني ..أنها امرأة ليست غريبة عني.. نظرت لي .. بادرتني سائلة..

- الست أنت...

- قاطعتها .. نعم ..أنا...لم تدعني أكمل

- كيف حالك؟

- لا ادري ( استغربت جدا)

- أين كنت ؟

- لا ادري كل ما اعرفه أنني كنت مسافرا.. ارض بعيدة .. جبال شاهقة.. ووجوه باردة لا تحمل أي علامة للحياة ربما كنت ميتا واستطعت الخروج من القبر.. أو منفيا وعدت ابحث عن وطن.. أو لا ادري ..انطلقت الحافلة مبتعدة عن مدينة تدفن كل ليلة ألاف الضحايا في قبور سحيقة وتغسل وجهها بدمائهم كل صباح.. نظرت ألي بعينين سوداوين وسألتني

- لماذا تحمل كل هذا اليأس ؟

- لا ادري .. لكنهم أجبروني على ذلك.. لقد قيدوني بالسلاسل وطلبوا مني أن أكون حرا طليق.. ذبحوني بقسوة .. وصلبوني على جدران كراهيتهم وحقدهم وطلبوا مني أن لا اشكوا.. كنت أرى نظرات الشفقة في عينيها كأنها تنظر لشيء ميت أو كلب دهسته دواليب سيارة مسرعة..- كلا أرجوك أنني أفضل الموت ألف مرة على هذه النظرات .. أنني لا ابحث عن من يقول لي مسكين أنت.. كلا .. كلا .. أرجوك......

ليست هناك تعليقات: