الأربعاء، 16 يوليو 2008

حلم جدي


عندما.. كنت طفلا صغيرا
كانت أمي .. تحكي لي عن بستان جدي الكبير
عن أشجاره الوافرة الظلال..
عن الطلع والتمر والنخيل وأشجار التين والبرتقال
كانت تقول..أن العصافير
لم تجد أحلى مكان من هذا البستان
وكان جدي يطرب لصوت البلال
في بستانه الوافر الظلال والثمار
كانت تأتيه النسوة لتملأ من السلال..
لتطعم أطفالها الجياع
في زمن القحط والجوع والضياع
وبعد سنين مات جدي لأنه باع البستان
هو حزين في قبره
حزين إلى ألان

كنت طفلا أراقب من بعيد البستان

وأقول في داخلي.. يوما سأشتريه

وأعيد الفرحة إلى قلب جدي الحزين

وادعوا كل البلال والعصافير..
لتغني فيه وتأكل ما تشاء من الثمار

وعندما كبرت..

لم أجد غير الفقر والحرمان..

غير الحروب والدمار

وعرفت بعد هذا العمر ان جدي ..

لم يحزن ولم يمت فقط لضياع البستان

لكن الحلم عندما يضيع..

يموت بضياعه الإنسان.....

ليست هناك تعليقات: